في أواخر الأربعينات، بدأ فعليا، إجراء تمديد جلي و واضح من العم توم، لملعب لوس كورتز، الذي لم يكن كافي لمشجعي برشلونة. بعد ذلك، بدأ النادي يحقق في إمكانية شراء موقع جديد. وكان فرانسيس ميرو سانس، الرئيس في الفترة من 1953 ، واحدة من القوى الدافعة وراء هذا المشروع، حيث أن ملعب برشلونة الجديد، والذي أطلق عليه، كامب نو، في نهاية المطاف، تم افتتاحه في 24 سبتمبر 1957. فيمكن للملعب الجديد، أن يتسع لـ 90.000 متفرج، بما في ذلك، 49.000 مقعد مخصص لأعضاء النادي، حيث كانت الخطوة، كبداية مرحلة جديدة، لفريق حقق الكثير من الأشياء الكبيرة، التي كانت واعدة بعد الفوز في نهائي كأس 1957 في مونتجويك.
توج الفريق، ببطولة الدوري في 1958-59 و1959-1960 ، و فاز بكأس المعارض، في 1957-1958 و 1959-1960 ، حيث كانت جميع الفرق، لا تستهين بـ برشلونة، نظرا لوجود المدرب الأسطوري، هيلينيو هيريرا، الذي كان لديه مجموعة من اللاعبين الموهوبين تحت قيادته، بما في ذلك، كوتسيس ، سزيبور، إيفاريستو، كوبالا، أولوخيو مارتينيز، سواريز، فيلافيردي، أوليفيلا ، جينسانا، سيغارا، غراسيا، و شفا تيخادا. ولكن هذه الكوكبة من النجوم بالفريق، لم تكن لها المرحلة الحقيقية في الستينات. حيث خسر الفريق، نهائي دوري أبطال أوروبا في برن، في سبتمبر 1961. هذا المشهد، الذي كان مخيب للآمال، قاد برشلونة إلى الفوز ببطولة الدوري الاسباني، في عام 1963 وعام 1968 ، والكأس الأكثر تتويجا بها، كأس المعارض، في عام 1966.
ولكن على مدرجات الملعب، وعلى الرغم من النجاحات القليلة والمتباعدة، عضوية النادي لم تكف عن النمو. إحدى الجاذبية الأكثر متابعة لـ برشلونة، كانت تزيد عن الـ STI ، حيث كانت رمزية، كجزء من هذا النوع من كاتالونيا، حيث كان الأمر كذلك، ليمكن الاحتجاج به لنظام فرانكو. وقد أدلى الرئيس الجديد، نارسيس، إشارة إلى شهرة هذا، في كلمته لقبول المنصب في يناير كانون الثاني عام 1968 ، عندما أعلن أن "برشلونة هو أكثر من مجرد نادي". الرئيس مونتال أغوستي كوستا (1969-1977) ، تولى هذه الفترة من السنوات، وخطى خطوة أخرى إلى الأمام، حيث كانت أكبر أعماله التاريخية، هي القيام بتسليط الضوء على هوية النادي الكاتالونية. إن حدود العم توم الحقيقية، فُرضت بديكتاتورية فرانكو، والقتال من أجل قضية الديمقراطية في كرة القدم، وعلى هذا الأساس، قام العم، بعدة مواجهات مع السلطات الرياضية البارزة لـ فرانكو.
إن التوقيع من اللاعبين الأجانب، كانت مسألة مثيرة للجدل، منذ قضية دي ستيفانو في عام 1953. في السبعينات، عانى برشلونة من الطبيعة التعسفية للسلطات الرياضية، مثل تحديد وضع الأجانب، مع الآباء الأسبان. لكن الضوء الأخضر أخيرا، تم إعطائه لـ كرويف للانضمام إلى النادي. حيث شارك اللاعب لأول مرة، في التاريخ، في 28 أكتوبر 1973. وترك الهولندي شكلا فوريا مؤثرا على الفريق، بفوز برشلونة ببطولة الدوري من جديد. الليلة التي كانت لا تنسى، هي، حينما فاز الفريق بـ 5-0 ، خارج أرضه على ريال مدريد. الأهداف القوية الخمسة لـ برشلونة، أتت بأقدام مهاجميه، ريكساش، أسينسي، كرويف، مارسيال و سوتل . وكان كرويف، واحدا من جيل جديد من اللاعبين، وهو زعيم الطبيعية داخل وخارج الملعب على حد سواء، ونصف اهتمام الجذب الضخم.
ضربت هوية النادي الاجتماعية، ارتفاعا بهيجا، عندما فاز الفريق ببطولة الدوري، في 1973-1974 ، حيث تزامن ذلك، مع الذكرى السنوية الـ 75 في الخريف، عام 1974. بوجود ملصق avant-garde ، والذي صممه الرسام، خوان ميرو، كانت مظاهر الاحتفالات عامة جدا من برشلونة، ما يعني أن الناس في ذلك الوقت، بمشاركة من الفنانين والكتاب والفنانين والشخصيات الأخرى، التي تمثل الأكثر دينامية من جوانب المجتمع الكاتالوني. و في مناسبة الذكرى السنوية، تم غناء أغنية ' Cannot Barça ' ، سجلت، بجوقة، سان جوردي، والتي استمرت، لتصبح النشيد الرسمي للنادي.
الذكرى الـ 75 أظهرت بوضوح كاملَ إمكانيات النادي، وكذا تأثيره على المجتمع الكثلوني.. في وقت كانت فيه حياة المدنيين مثأترة كثيرًا جراء الظروف التي فرضتها دكتاتورية فرانكو.
وصول الديموقراطية لم يُحدث تغيرات رئيسية في الدولة على الصعيد السياسي فحسب، بل جوانب عديدة من المجتمع، كانت من ضمنها الرياضة.. النوادي الآن باتت تدير شؤونها بشكل ديموقراطي، تماما كما هي الإتحادات.. كل شيء الآن في كنف الحكومات الديموقراطية.. وهذا على حد سواء في إسبانيا وفي كثلونيا بحكمها الذاتي..
في برشلونة، كان الرئيس وقتذاك هو آغوستي مونتال وهو الذي قاد النادي خلال الفترة التي عرفت الانتقال نحو الديمقراطية، إلى غاية الانتخابات الاولى في النظام السياسي الجديد، والتي صوتت غالبية الأعضاء فيها لجوثيب لويس نونييز حتى يُنصب رئيسًا، وهذا ما كان، وهو الشخص التي تمتع بأطول فترة رئاسة في تاريخ النادي. وكانت كرة القدم قد شهدت تغييرات كبيرة. التعاقد مع اللاعبين الأجانب بات أسهل وأكثر قابلية، وعلى الصعيد المالي، الرياضة عرفت ازدهارا أكثر، ويرجع ذلك جزئيا إلى ما كان يعرف في ذلك الوقت بـ "المداخيل غير النمطية"، والتي شملت حقوق البث التلفزيوني، لاسيما عندما دخلت العقود مع القنوات الخاصة الرئيسية حيز اللعب. لكن النادي سار في الاتجاه المعاكس، ومرت عشر سنوات قبل أن يفوز برشلونة بالدوري مرة أخرى، لكنه تُبع لاحقا باللقب الأغلى والأفضل على الإطلاق، دوري الأبطال، إلى جانب أربع بطولات دوري متتالية فاز بها "الدريم تيم".
بعد سنوات دون إجراء انتخابات مفتوحة، في ماي من 1978 كان بإمكان الأعضاء اختيار رئيس جديد لهم.. وقد كانت النتائج في النهاية متقاربة بين المرشحين الثلاثة، جوثيب لويس نونييز تلقى 10352 صوتا، فيران آرينو 9537، ونيكولاو كاساوس 6202. واستمر نونييز في منصبه حتى عام 2000.
عام 1979 كان عاما هاما للبارسا، لأنها فازت بلقب غالي كان كأس الكؤوس وقد فاز به البارسا للمرة الأولى في بازل. ولكن المثير للإعجاب لم يكن مجرد الفوز فقط، ولكن أيضا حضور ما يقارب 30000 مشجع كان شيئًا مذهلا.. حاملين شعارات وألوان وأهازيج كثلونية تبرز عظمة هذا الكيان في أوربا. وكانت هنالك احتفالات لم يسبق لها مثيل في شوارع برشلونة ومدن أخرى من كثلونيا. وقد فاز برشلونة بعد ذلك بكأس الكؤوس مرة أخرى في كل من أعوام 1982 و1989 و1997 قبل أن تلغى البطولة.
نمو النادي لم يتوقف خلال جميع الأزمنة والعصور، كان عدد الأعضاء 66000 عضوًا في عام 1974، الرقم الذي أصبح 77000 بحلول عام 1978، وما وصل الى 98000 عام 1992، على الرغم من أنه ذات يوم عام 1986 الرقم قد وصل لـ 108000 عضو. وكان هناك أيضا المزيد والمزيد من مساندي النادي الرسميين. حيث كان العدد 96 في عام 1979، في حين كان هنالك ما يقارب 700 بحلول عام 1993. كما وتم توسيع الكامب نو بمناسبة كأس العالم 1982، وهي السنة ذاتها التي تم فيها تشييد الميني إستادي..
ولكن بعد ذلك لم يحدث أن فاز البارسا بالدوري إلى حين موسم 1984-1985، عندما حقق البارسا اللقب، وضمن البطولة أمام بلد الوليد قبل أربع مباريات من نهاية الدوري. وقد تم ذلك بعد أن صد الحارس العملاق أوروتي ضربة جزاء في آخر دقائق المباراة ليحسم اللقب للبارسا حسابيًّا. لحظة عاطفية لا تنسى كانت وقتها من المعلق خواكين ماريا بويال عندما صرخ صرخته الشهيرة، "أوروتي أنا أحبك"، والتي تم اعتبارها ضمن فولكلور النادي. الفريق في تلك السنة كان رائعًا وحوى أسماء عظيمة مثل خوليو آلبرتو، ميغيللي، آرشيبالد، بيرند شوستر، وكابتن الفريق آنذاك آليتشانكو.
لقب الدوري في 1985 تعقبته خيبة أمل كبيرة، عندما خسر برشلونة في نهائي دوري الأبطال عام 1986 في اشبيلية. وبعد ذلك عرف النادي مشاكلا، بلغت ذروتها في تمرد هيسبيريا، والذي أحتج فيه اللاعبون وأبدوا عدم رضاهم عن الرئيس والمسيرين والإدارة عامة. الإدارة وجدت نفسها أمام ضرورة التغيير، وإيجاد وسيلة لتجاوز المرحلة التي وصل إليها النادي، وجاء هذا التغيير على شكل يوهان كرويف، الذي جاء بفلسفة خاصة جديدة في كرة القدم والطريقة التي ينبغي السير عليها، وعلى الفور حاول إعادة بناء الفريق. إلا أن استطاع خلق فريق بعقلية فوز جديدة، والذي عُرف في ما بعد باسم "الدريم تيم". وقد تمتع هذا الفريق الأسطوري بنجاح يتلو النجاح.. فحقق أربع ألقاب دوري متوالية، ولقب دوري أبطال..