بالضمير المستتر (27) : البرتغاليون يجتاحون ريال مدريد

انتهت فترة الحسم و دقت ساعة السماسرة في عالم كرة القدم بحلول سوق الإنتقالات الصيفية و إشتعال المنافسة بين الأندية العملاقة و المتوسطة على الظفر بخدمات ألمع نجوم كرة القدم العالمية و المواهبة الصاعدة التي تملأ مختلف الدوريات .. الكبيرة منها و المغمورة أيضاً.

هناك أشياء يصعب إدراكها في سوق الإنتقالات و حقائق ليس من السهل كشفها أمام الملأ .. الحديث هنا عن بعض الوكلاء الذين يتقمصون دور "السي السيد" صيفاً و شتاءً و يقلبون بعض الأوراق يميناً و شمالاً .. و في الأخير ؟ يحصدون ثروةً كبيرة "بلا نهاية" تمنحهم الفرصة لظهور أسمائهم ضمن أغنى رجال الأعمال على وجه الأرض -بدون مبالغة-!

ففي كل صراع لملء "السيرة الذاتية" كالحصول على الجوائز السنوية التي تمنح لأفضل لاعب و مدرب بالعالم، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) منذ سنوات تخصيص جائزة أخرى تمنح لأفضل وكيل أعمال للاعبين عند نهاية كل عام كروي .. و قد كانت الجائزة من نصيب البرتغالي "الشهير" خورخي مينديس في عام (2010) بعد إتمامه العديد من الصفقات الناجحة من ضمنها إنتقال جوزيه مورينيو و أنخيل دي ماريا إلى ريال مدريد خلال الإنتقالات الصيفية الماضية.

فخورخي الذي يحظى بثقة كرستيانو رونالدو و كليبر بيبي أيضاً في ريال مدريد، أصبح له وزن كبير في الساحة الكروية الأوروبية و خاصةً في النادي الملكي حيث باتت نفوذه و سلطته تطغى على العموم بما في ذلك الرئيس فلورنتينو بيريز الذي لم يعد يقوى على الحراك بسبب هذا الطوفان البرتغالي الذي يجتاح ريال مدريد منذ قدوم بيبي من بورتو في صيف (2007).

فابن لشبونة الذي يبلغ من العمر (43) عاماً له وقع خاص في كرة القدم الحديثة إذ له فضل كبير في اكتشاف العديد من المواهب الشابة منذ إنشائه شركة تعنى بالشؤون الاجتماعية و الاقتصادية لللاعبين و المدربين الشباب الذين يملؤون الساحة الكروية و أصبحت أسماؤهم مرتبطة بالإنتقال إلى الأندية الأوروبية العملاقة.. وبات لخورخي مينديس "أيادي أخطبوطية" في كل مكان و زمان بعد نجاحه الكبير الذي لا يقل أبداً عن نجاح رونالدو ومورينيو.

بلا شك، باتت شهرة مينديس تسبقه أينما حل و ارتحل بل بمجرد معرفة الأندية العملاقة أنه وكيل أعمال اللاعب الفلاني، إلا و تتصارع هذه الأخيرة على الظفر بخدمات "اللؤلؤة الجديدة" في أقرب وقت ممكن، غير مبالية بما ستخسره من أموال جراء ذلك!

و كحال مينديس الذي بات العمودي الفقري لصفقات ريال مدريد منذ سنوات قليلة فقط، يحظى بعض "السماسرة" الأخرين بوزن ثقيل في بعض الأندية الإسبانية كالإسباني جارسيا كيلون الذي يمتلك نفوذاً و سلطةً كبيرة في نادي أتلتيكو مدريد .. كحال الباسكي جوركا أريندا في أتلتيك بلباو و إنياكي إبانييز في ريال سوسييداد.

ربما يبقى خورخي مينديس الأنجح و أفضل وكيل أعمال للاعبين في الوقت الراهن، فهو الصفقة الرابحة بامتياز قبل التعاقد مع أي مدرب أو لاعب .. فكل ما أنت بحاجة إليه هو التوفر على سيولة مادية كافية لجلب أسماء لامعة أو مغمورة، قد تنجح بنسبة (80) بالمائة في خدمة النادي.. والدليل على ذلك نجاح صفقات مينديس مع مانشستر يونايتد (ناني و أندرسون) و تشيلسي (بوسينجوا و دافيد لويز) -على سبيل المثال- و القادم هو إتمام إنتقال المدافع البرتغالي فابيو كوينتراو إلى صفوف ريال مدريد.

هناك سر آخر في توجه فلورنتينو بيريز نحو التعامل مع خورخي مينديس كخيار أول في حال رغبة النادي الملكي في تعزيز صفوفه .. فالحديث هنا عن صفقة جديدة، يتطلب أولاً الرجوع إلى السمسار البرتغالي و البحث عن إسم اللاعب المطلوب ضمن قائمته بعد أن أصبح "المُصدر الرئيسي" للاعبين إلى ريال مدريد منذ نجاحه في إقناع السير أليكس فيرجسون بالتخلي عن كرستيانو رونالدو في صيف (2009) بغض النظر عن العرض الضخم الذي تلقاه مانشستر يونايتد مقابل ذلك!

فلورنتينو عشق العمل معه بسبب ذلك، فتعاقده مع رونالدو لم يأتي بفضل الأموال فقط .. بل بفضل خورخي مينديس الذي تقمص نفس الدور الذي قام به السمسار البرتغالي الناجح في بداية الألفية الجديدة خوسيه فييجا الذي أقنع لويس فيجو بترك برشلونة و الدفاع عن ألوان غريمه التقليدي ريال مدريد في صفقة أثارت ضجةً كبيرة في الأواسط الكروية الإسبانية لسنوات طويلة.