انتهى الموسم الكروي، وفاز من فاز وسقط من سقط... الرجاء بطل المغرب، وأحد الأندية العريقة تنزلق إلى هوة القسم الثاني، وكإعلان رسمي عن انتهاء الموسم الكروي تم إجراء لقاءين برسم نهائي دوري الأمل في النسخة الأولى من هذه المسابقة، والتي من المفروض أن تولي اهتمامها للأمل بالدرجة الأولى، رغم القيل والقال الذي أثارته طريقة وكيفية برمجتها على حساب البطولة الوطنية.
نجح المغرب التطواني في اقتناص اللقب على حساب الجيش الملكي بفوزه بهدفين لواحد، لتكون نهاية الموسم متوسطة لحمامة الشمال، غير أن الغريب هو كون الفريقين على مستوى الكبار لم يحققا الكثير، وقد يكون الكلام أكثر على الفريق العسكري، وهو صاحب 12 بطولة وطنية، والذي اختفى هذا الموسم وراء الظل، ففي بطولة هذا الموسم اكتفى زملاء الهداف وادوش بلعب دور ثانوي كما الحال للأندية الصغيرة... شيء أثار الكثير من علامات الاستفهام حول فريق العاصمة الذي قدم أسوء مواسمه، أما الفريق المشارك في دوري الأمل، فإنه ورغم خسارته اللقب فقد شق طريقه إلى النهائي بشكل يطرح المزيد من التساؤلات حول الفرق بين مستوى الفريقين في البطولة ودوري الأمل.
والغريب في هذه المسابقة، أن فريق الكوكب المراكشي الذي ما زال يعيش حالة من الحزن والأسى بعد نزول فريقه إلى قسم الثاني، نجح أمله في الظفر بدوري «الترضية» عبر ضربات الجزاء على حساب النادي القنيطري، وسيتكرر السؤال حول ما السبب وراء اختلاف النتائج إن كانت الرؤوس المسيرة هي نفسها، لأن الفرق الأربعة لم تحقق المأمول في منافسات الدوري المغربي، وهاهي الآن تتجاوز مراحل متقدمة من مسابقة الأمل وتبلغ النهائي؟
صحيح أن المسابقة تدل على أن الوصاة بكرة القدم ببلادنا باتوا يتمتعون بشيء من حس المسؤولية، حين قاموا بمثل هذه الالتفاتة الجميلة لفئة مهمة وحيوية في كرة القدم الوطنية، لكنها مع كامل الأسف فئة مهمشة ومنسية والدليل أن بطولة الأمل لا تحظى باهتمام يذكر ولو تعلق الأمر بالأندية الكبرى كالرجاء والوداد والجيش، ألم نتساءل عن الأسباب التي تدفع المغاربة إلى عدم متابعة فرق الأمل والشباب، والدليل أن نهائي دوري المستقبل هذه السنة لم يحظ بمتابعة جماهيرية كبيرة، وظلت معظم مقاعد ملعب محمد الخامس خاوية على عروشها.
وكما يعلم الجميع، فإن برمجة المسابقة خلقت ضجة كبيرة حيث تسببت في توقف البطولة الوطنية لمدة طويلة خاصة بتزامنها مع الاستراحة الشتوية للسماح للفرق الوطنية بدخول الميركاتو الشتوي، وأوقفت البطولة لمدة طويلة لم تشهدها حتى أقصى البطولات برودة في الشتاء، لكن الأدهى هو أن معظم الأندية لم تحترم الشروط والمعايير المعمول بها، فكثير منها استغلت منافسات المسابقات للتدرب والإحماء بلاعبي الصف الأول خاصة الفرق المرتبطة بالمنافسات الإفريقية سواء عصبة الأبطال أو كأس الاتحاد الإفريقي، رأست فيها مناسبة للاستعداد.
فالكل يعرف أن القانون الدولي يحدد فئة الأولمبيين في أقل من 23 سنة، وهو النظام المتبع في تحديد المنتخبات الأولمبية كما هو معروف ومتداول، لكن وعلى ما يبدو أن المسؤولين عن الكرة ببلادنا تجاهلوا هذا البند الأساسي، وذلك حين قاموا بقلب الطاولة وإشراك لاعبي الفريق الأول مع الاكتفاء بثلاثة لاعبين فقط تقل أعمارهم عن 23 سنة، وإذا كان معظم اللاعبين المشاركين في المسابقة من فئة الكبار، فلما تسميتها بدوري الأمل ؟ والحقيقة أنه لا أمل منها في هذه المسابقة!!!
إذا كان الأساس الذي انبنت عليه المسابقة هو فسج المجال أمام الفئة الأمل لإبراز قدراتها، ولما لا فرض اسمها كعناصر في الفريق الأول مستقبلا أو حتى المناداة عليها لتعزيز صفوف المنتخب الأولمبي؟ فإن دوري حاد عن المأمول منه بسبب الطريقة الهاوية التي نظم بها، والتي ظلمت الكثير من الممارسين الذي كانوا يأملون في أن يكون دوري الأمل مناسبة لتحقيق بعض آمالهم التي ذهبت أدراج الرياح، إلى أن يبزغ فجر أمل جديد مع مسابقة جديدة وأكثر مصداقية!!؟