الصاعقة

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك.......................................
الصاعقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصاعقة

منتدى التثقيف والروعة و الاثارة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير سورة الملك | الآية الحادية عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
samir2
Admin



عدد المساهمات : 420
تاريخ التسجيل : 23/05/2011

تفسير سورة الملك | الآية الحادية عشر Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الملك | الآية الحادية عشر   تفسير سورة الملك | الآية الحادية عشر Icon_minitimeالخميس يونيو 16, 2011 2:54 am

" َفاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ " الآية : 11

*** قال في التحرير : الفاء الأولى فصيحة والتقدير : إذ قالوا ذلك إذ تبين أنهم اعترفوا هنالك بذنبهم أي فهم محقوقون بما هم فيه من العذاب .

والفاء الثانية للتسبب أي فهم جديرون بالدعاء عليهم بالإبعاد أو جديرون بالتعجب من بعدهم عن الحق أو عن رحمة الله تعالى .

ويحتمل أيضا أن يقال لهم يوم الحساب عقب اعترافهم تنديما يزيدهم ألما في نفوسهم فوق ألم الحريق في جلودهم .



*** " فاعترفوا بِذَنبِهِمْ " :
قال مقاتل : يعني بتكذيبهم الرسول وهو قولهم : { فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ الله مِن شَىْء } [ الملك : 9 ]



*** قال الرازي: وقوله : { بِذَنبِهِمْ } فيه قولان :

أحدهما : أن الذنب ههنا في معنى الجمع ، لأن فيه معنى الفعل ، كما يقال : خرج عطاء الناس ، أي عطياتهم هذا قول الفراء.

والثاني : يجوز أن يراد بالواحد المضاف الشائع ، كقوله : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ الله } [ النحل : 34 ] .



*** "فسحقا لأصحاب السعير":
1 – الأثار:

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { فسحقاً } قال : بعداً .

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : { فسحقاً } قال : بعداً ، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت قول حسان :

ألا من مبلغ عني أبياً ... فقد ألقيت في سحق السعير

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : { فسحقاً لأصحاب السعير } قال : سحق واد في جهنم .

2 – المعنى في اللغة :

قال بن منظور : سَحَقَ الشيءَ يَسْحَقُه سَحْقاً دقَّه أشد الدقّ .

والسُّحُق البُعْد وكذلك السُّحْق مثل عُسْر وعُسُر وقد سَحُق الشيء بالضم فهو سَحِيق أي بعيد .

وفي الدعاء سُحْقاً له وبُعْداً نصبوه على إضمار الفعل غير المستعمل إظهارُه وسَحَقَه اللهُ وأسْحَقه الله أي أبعده .

ومكان سَحِيق بَعِيد وفي التنزيل أو تَهْوِي به الريحُ في مكان سَحِيق .

قال الزجاج فسُحْقاً منصوب على المصدر أسْحَقَهم الله سُحْقاً أي باعَدَهم من رحمته مُباعَدة وفي حديث الحوض فأقول سُحْقاً سُحْقاً أي بُعْداً بُعْداً ومكان سَحِيق بعيد .اه بتصرف

3 – أقوال العلماء: قال المفسرون : فبعداً لهم اعترفوا أو جحدوا ، فإن ذلك لا ينفعهم و نصبه على جهة الدعاء عليهم وقيل : يجوز أن يراد من هذا الدعاء التعجب من حالهم كما يقال : قاتله الله وويل له في مقام التعجب.

أ – قال أبو حيان : أي فبعداً لهم ، وهو دعاء عليهم ، والسحق : البعد ، وانتصابه على المصدر : أي سحقهم الله سحقاً ، قال الشاعر :

يجول بأطراف البلاد مغرباً . . . وتسحقه ريح الصبا كل مسحق

والفعل منه ثلاثي.

وقال الزجاج : أي أسحقهم الله سحقاً ، أي باعدهم بعداً و هو منصوب على المصدر.

وقال أبو علي الفارسي : القياس إسحاقاً ، فجاء المصدر على الحذف كقولهم عمرك الله ، كما قيل :

وإن أهلك فذلك كان قدري . . .

أي تقديري. انتهى .

ولا يحتاج إلى ادعاء الحذف في المصدر لأن فعله قد جاء ثلاثياً ، كما أنشد :

وتسحقه ريح الصبا كل مسحق . . .

ب - قال ابن عطية : { فسحقاً } : نصباً على جهة الدعاء عليهم ، وجاز ذلك فيه ، وهو من قبل الله تعالى من حيث هذا القول فيهم مستقر أولاً ، ووجوده لم يقع إلا في الآخرة ، فكأنه لذلك في حيز المتوقع الذي يدعى به ، كما تقول : سحقاً لزيد وبعداً ، والنصب في هذا كله بإضمار فعل ، وإن وقع وثبت ، فالوجه فيه الرفع ، كما قال تعالى : { ويل للمطففين } و { سلام عليكم } وغير هذا من الأمثلة. انتهى.

قلت (أبو يوسف): و المختار أن السحق هنا البعد و انتصابه على الدعاء عليهم.



*** قال بن عاشور: واللام الداخلة على ( سحقا ) لام التقوية إن جعل ( سحقا ) دعاء عليهم بالإبعاد لأن المصدر فرع في العمل في الفعل ويجوز أن يكون اللام لام التبيين لآياته تعلق العامل بمعموله كقولهم : شكرا لك فكل من ( سحقا ) واللام المتعلقة به مستعمل في معنييه .



*** و في تحبير التيسير في القراءات العشر: قرأ الكسائي وأبو جعفر ، ( فسحقا ) بضم الحاء ، والباقون بإسكانها.



*** " أصحاب السعير": يعم المخاطبين بالقرآن وغيرهم فكان هذا الدعاء بمنزلة التذييل لما فيه من العموم تبعا للجمل التي قبله .



*** واعلم أنه تعالى لما ذكر وعيد الكفار أتبعه بوعد المؤمنين كعادة القرآن في الوعد و الوعيد و الترغيب و الترهيب.



*** و في الآية هنا مشاهد هامة :

1 – المشهد الأول و هو مشهد أهل النار بعد الكبر و الغطرسة على الرسل و أتباعهم و بعد الملك و القهر معترفين بالخطيئة نادمين الندم العظيم و هذا مشهد جدير أن يستحضره المؤمن في دنياه .

2 - هي أن أهل النار في الآخرة دخلوا النار على بصيرة و هم في الآخرة يقرون بقيام حجة الله عليهم في العذاب و يعترفون بخطيئتهم بل يقرون أنهم كانوا على أعظم السفه و الضلال و إن كان هذا الإقرار و الاعتراف لا يغني عنهم شيئا.

و الله سبحانه يقص علينا أمرهم هذا لنعلم أنهم ما عوقبوا بهذه العقوبة إلا بجرم عظيم اقترفوه و أقروا به.

3 – الخطيئة التي ارتكبوها هي جحد أعظم حق في الكون و هو حق الإلهية لله سبحانه .

فأعظم حق في الكون هو حق الله سبحانه في ملكه و مخلوقاته أن يعبدوه و يوحدوه لذلك كان صلب الدين لا إله إلا الله و لذلك أيضا حرم الله الانتحار فالإنسان عبد ليس له أن يقرر متى يهب لنفسه الحياة و متى يمنعها بل هو عبد عليه أن يكون في الموضع الذي يضعه فيه سيده.

نعم إن علم في سيده الخير العظيم قد يرجوه أن يضعه هنا أو هناك و لكنه لا يفتئت على حق الربوبية و يتصرف كمالك لنفسه.

و لذلك كان على الإنسان لزاما أن يصبر على قضاء الله – و نسأل الله العافية – لأنه مخلوق عبد و ليس حر فعليه أن يكون في الموضع الذي أراده له سيده و أن يتصرف كما أمره سيده قد يسأله و يرجوه ألا يشدد عليه و يضيق لكنه لا يملك إلا طاعة أمره في السراء و الضراء و العسر و اليسر و المنشط و المكره لأن هذا حق السيد على عبده.

و لذلك كانت التفريط و المعاصي لا تخرج الإنسان للكفر لأنه معترف بحق ربه و معترف على نفسه بالظلم أما الاستحلال أو الجحود فيخرج العبد للكفر لأن فيه المعنى الذي أسلفناه.

فالكون كله و ليس الإنسان فقط ليسوا أحرارا بل هم عبيد لله مخلوقون مربوبون ليس لهم حق تصرف الحر و إن كانوا ابتلوا أنهم على صورة الأحرار يتصرفون كيف شاءوا و هم لا يملكون في الكون أقل من ذرة و لا يستطيعون لأنفسهم فضلا عن غيرهم أي شيء مطلقا و إنما حولهم و قوتهم بما أقدرهم الله عليه و ملكهم ما ملكهم الله إياه .

و من وقع في تلك الخطيئة فقد ارتكب أعظم الظلم قال تعالى "و الكافرون هم الظالمون" و قال سبحانه حاكيا نصيحة لقمان لأبنه "يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم".

و الله سبحانه له حق الألهية و علينا العبودية و لكنه أكرمنا بفوق ما يخطر لنا ببال من النعم و فوقه ثوابه في الآخرة كرما منه و جودا و الحديث عن هذا يحتاج لبسط .

4 - الكافر جحد حق الربوبية و ظلم نفسه بتعريضها لغضب الجبار و عداوته لذلك كان عاقبة هذا الظلم و مصيره أسوأ مصير في الكون فخطيئة الكفر ليست كأي خطيئة فالكافر عرض نفسه لعداوة الله و عقوبته الأبدية و قد أعد الله له عذابا أليما يُخلد فيه لا يناله رحمة و لا عفو بل هو ملعون مطرود من رحمة الله و تأمل في قوله سبحانه "فسحقا لأصحاب السعير" الله سبحانه مالك الملك رب العالمين العظيم القدير يقول لهم سحقا لكم فماذا يغنى عنهم غيره و من يجيرهم من عذابه و لو تمتعوا في الدنيا سنين طويلة هي في عمر الزمان لا تساوى شيئا.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون , و فيه رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد و من فيه " صححه الألباني في الصحيحة.

5 – إنما النعيم و الجنة في الدنيا و في الآخرة في القرب من الله و أعظم أهل الدنيا أو الآخرة سعادة أقربهم من الله فأسعد أهل الدنيا الأنبياء و المرسلين و المصطفين من المقربين من الصديقين و الشهداء و الصالحين و بالعكس فالشقاء في الدنيا و الآخرة في البعد عن الله و أعظم أهل الدنيا أو الآخرة شقاء أبعدهم عن الله و أشقى أهل الدنيا إبليس و شياطين الإنس و الجن و كلما زاد البعد زاد الشقاء .

لذلك كان السحق:البعد هنا في الآية عقوبة و لذا كان كتاب الفجار في سجين و هي الأرض السفلى كما صح في الحديث و كتاب الأبرار في عليين و هي مشتقة من العلو.

و الخلاصة في كلمتين السعادة هي القرب من الله و الشقاء هو البعد عنه سبحانه و الناس في ذلك درجات اللهم أجعلنا من المقربين.

6 – و الكفار رغم هذا البلاء و العذاب لا تزال قلوبهم على الجحود و النكران قال تعالى : " و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا " و قال سبحانه :" وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)".

فلا تحسبن أنهم ظُلموا فهم اعترفوا بحجة الله عليهم و أقروا بها لكنهم لو عادوا للدنيا لعادوا للتكذيب فاستحقوا الخلود في النار و لله الحجة البالغة و الله اعلم.



*** الفوائد العملية في الآية :

1 – مشهد الكافر مقرا بذنبه ذليلا حين لا ينفعه ذلك.

2 – اعتراف الكفار بقيام الحجة عليهم و دخولهم النار على بصيرة .

3 – أعظم الحقوق حق الله في أن يعبده خلقه و جحد هذا الحق أعظم الظلم مطلقا .

4 – سوء عاقبة الكافرين .

5 – السعادة القرب من الله و الشقاء البعد عنه سبحانه و الناس في ذلك درجات.

6 – رغم إقرارهم بالحجة إلا أن الجحود و الظلم متأصل فيهم و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و إنهم لكاذبون.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ssa3i9a.yoo7.com
 
تفسير سورة الملك | الآية الحادية عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة الملك | الآية الثلاثون
» تفسير القران
» نشيد أرى الأقوام للمنشد أبو عبد الملك
» سورة الفاتحة
»  أحمد العبيد (سورة غافر)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصاعقة :: منتدى الكتاب :: مكتبة الكتب العالمية-
انتقل الى: