العولمة: يتمثل مشروع العولمة في العمل على توحيد جميع الثقافات الإنسانية في ثقافة واحدة من خلال عولمة الاقتصاد والإعلام والثقافة. يجد هذا المشروع مبرره من جهة في العمل على تجاوز النزاع والصراع بين مختلف الثقافات من خلال توحيدها في ثقافة واحدة و تجاوز التنوع المفضي للصراع من جهة، ومن جهة ثانية اعتبار أن الثقافة الغربية عامة والأمريكية خاصة أساس هذا المشروع التوحيدي بالنظر لكون قيم هذه الثقافة (الحرية ، الديمقراطية، حقوق الإنسان) قيما كونية وأن هذه الثقافة قد أثبتت نجاعتها من خلال القدر الكبير من الرفاهية الذي حققته لأفرادها، فتكون هذه الثقافة هي المؤهلة لتحقيق الرفاهية على صعيد العالم.
لقد أبرزت الوقائع والسياسات الفعلية أن مشروع العولمة ما هو إلا مشروع سلطوي يهدف للهيمنة على الإنسانية وتسخير مواردها لصالح هذه الثقافة من خلال تنميط الوجود الإنساني في ثقافة الاستهلاك كقيمة عليا.