عشرون كلمة عربية تكفي لتدريب اللاعبين المغاربة
Friday, May 20, 2011
تقع على عاتق المدرب الهولندي بيم فربيك مهمة تحسين وتلميع أداء كرة القدم المغربية، وهو يوشك على إنهاء موسمه الأول كمدير فني للمنتخب الوطني المغربي. يتوفر على لاعبين ممتازين ولكن غالبا ما يبحث هؤلاء عن "المجد الشخصي".
في معسكر التدريب الواقع خارج العاصمة الرباط، يدخل لاعبو المنتخب المغربي للشباب ما دون العشرين، ثم يدخل بيم فيربيك أرضية الملعب مرتديا ملابس حمراء وخضراء، اللباس الرسمي للمنتخب المغربي، يرافقه اثنان من زملائه الهولنديين: شقيقه روبرت فربيك وهنك دووت. "مُنحت لي حرية اختيار فريق عملي"، يقول بيم ويضيف قائلا: "هينك دووت مسؤول عن الفريق الأولمبي وروبرت عن فريق الشباب وأنا المسؤول الأول".
بقية فريق عمله تتكون من مغاربة: "المدربون المغاربة يفهمون بالضبط بعضهم البعض. لدينا أيضا زملاء يتابعون مباريات الدوري الوطني. أنا راض جدا عن سير العمل".
► غرور
قبل مجيئه إلى المغرب لم يكن فربيك يعرف شيئا عن الدوري المغربي. "ولكنني كنت بالطبع أعرف لاعبين مغاربة وأعرف مهاراتهم". وفي الوقت الحالي لديه معرفة واسعة عن "البطولة" المغربية كما يسمى الدوري الممتاز في المغرب.
ماذا يميز كرة القدم المغربية؟ "المهارات الفردية. اللاعبون المغاربة فردانيو الطبع، وهذا في حد ذاته جيد لأخذ زمام المبادرات في الملعب، ولكن ينبغي أن تكون المهارات الفردية في خدمة الفريق ككل. بالإضافة إلى ذلك يتميز معظم اللاعبين المغاربة بنوع من الغرور. هم جيدون من الناحية التقنية ولكنهم يبحثون عن المجد الشخصي".
طريقة لعب المغاربة تستجيب لرغبة المشجعين المغاربة، يؤكد فربيك، الذين يفضلون مشاهدة التقنيات الفردية. "اللاعبون الذين يسجلون الأهداف يصبحون ملوكا هنا والباقي يدور في فلكهم". إلا أن تحقيق النجاح على الصعيد الدولي يتطلب أن تكون مصلحة الفريق الوطني في المقام الأول، وهذه هي مهمة المدرب الهولندي الكبيرة.
► علي أفلاي
ليس في نية فربيك إدخال أسلوب كرة القدم الهولندية إلى المغرب. "يمكن للمدرب أن يؤثر على طريقة اللعب، ولكن ينبغي ألا يكون ذلك على حساب المهارات الموجودة أصلا. إنها عملية البحث الدائب عن المزج الصحيح. يتوجب عليك التأقلم".
قضى فربيك الأشهر الأخيرة في إعداد المنتخب الأولمبي للمشاركة في ألعاب لندن لعام 2012 . يتوفر فربيك على أربعة كشافين يتجولون في أوروبا للبحث عن المواهب، منهم علي أفلاي شقيق اللاعب الهولندي من أصل مغربي ولاعب برشلونة الحالي إبراهيم أفلاي. "علي أفلاي هو الشخص الرئيسي الذي يتواصل بيني وبين اللاعبين، فهو يتحدث العربية والهولندية والفرنسية بالإضافة إلى أنه نشأ وترعرع مع كرة القدم، بمعنى أنه يتحدث أيضا لغة كرة القدم. عندما نلعب مباريات مهمة يكون دائما حاضرا معي لأنني أكون بحاجة إلى شخص يتحدث اللغة ويمكن أن يوصل تعليماتي بالضبط للاعبين".
يتحدث فربيك فرنسية بالمستوى التعليمي الأساسي ولكنه لا يعتبر ذلك عائقا: "بالنسبة لمدرب كرة القدم تكفي عشرون كلمة في لغة اللاعبين للتواصل معهم".
► معرفة قليلة
إذا لم تكن هناك مباريات مبرمجة أو حصصا للتدريب في جدول الأعمال، يقضي فربيك (55 عاما) وقته في أوروبا باحثا عن المواهب المغربية. لم ير بعد من المغرب الشيء الكثير. "رأيت فقط المدن التي نقيم فيها معسكرات التدريب. قريبا سنعسكر في مدينة فاس، وسأقوم في فترة بعد الظهر باكتشاف المدينة مع دليل سياحي. كما أنني لا أحتك كثيرا بالحياة المغربية، ولكن سأفعل في المستقبل. أنا أنوي البقاء هنا لفترة من الزمن".
*بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية