تلخيص الكتاب الرااااائع "هل يكذب التاريخ؟"

نبدأ بداية ..

صفعة جديدة يتلقاها أصحاب الانحلال والتبرج والسفور بكامل أطيافهم ؛
أذناب الغرب و أبواقهم والعلمانيون والتنويريون و .. و .. ،
وتأتي هذه الصفعة هذه المرة من الكاتب الممتع :
[ عبدالله بن محمد الداود ]
صاحب كتابي ( متعة الحديث 1 - 2 )



المحتويات
المقدمة
المناقشة الأولى :أرشيف قرن من الإفساد
تمهيد
أولا :الاحتشام والستر صفة عالمية
ثانيا: عام (1825) منعطف جديد؟!
ثالثا:الستر و الاحتشام في العالم الإسلامي
رابعا:سيناريو لإفساد المرأة في العالم الإسلامي
1- مرحلة التنظير
2- مرحلة التطبيق غير الرسمية
3- مرحلة التطبيق الرسمية
4- التأييد الإعلامي ومباركة الانحلال
المناقشة الثانية: ملامح خطة العلمانيين للإفساد المرأة
تمهيد
أولا: أهداف الخطة العلمانية.
ثانيا: منهج الخطة العلمانية للإفساد المرأة
1- التطبيع
2- استغلال الدين
3- احتواء الأقلام والمواهب النسائية
4- ادعاء نصرة المرأة
5- التشكيك بالحجاب
ثالثا: مثال تطبيقي: برنامج ستار أكاديمي(star academy)
التلفزيوني
المناقشة الثالثة:قضايا يجدد العلمانيون لإثارتها حول المرأة
تمهيد.
القضية الأولى: الحجاب.
القضية الثانية: المساواة.
القضية الثالثة :الإختلاط.
القضية الرابعة: عمل المرأة.
القضية الخامسة قيادة المرأة السيارة.
المناقشة الرابعة:رسائل البريد
الرسالة الأولى للعلماء.
الرسالة الثانية للغيورين
الرسالة الثالثة للعلمانيين
الرسالة الرابعة لقاسم بك أمين.
المناقشة الخامسة: وداعا.



المقدمة
في لحظات الانتصار كما في لحظات الأسى؛ لا وقت للـتأنق في العبارات, فأنا أمسك اليراع في مطلع القرن الحادي و العشرين, أكتب بين دمعة أسى على مائة عام سلفت من الإفساد المخطط له لعفاف المرأة المسلمة .
صار لفظ (تحرير المرأة ) شعارا مزيفا ينادي به العلمانيون؛ مع أن غايتهم ليست (التحرير) ؛ بل غايتهم (الاستعباد) و (السجن), فالمرأة المسلمة لم تكن مستعبدة إلا لله -عز وجل- فمن أي شئ سيحررها العلمانيون؟!
ولقد أمهل التأريخ العلمانيين دهرا قبل أن يقتص منهم بفضح نواياهم التي أضمروها, ولهذا يجتهد العلمانيون في هوس مجنون لإخفاء تاريخهم من صفحات التاريخ, ومن ثم ينطلقون لمرحلة إفسادية جديد .لابسين جلد ابن آوى في ختام المطاف , و والله ما كذب التأريخ ولكن العلمانيين كذبوا.
سعى أهل العلم في صيانة الأعراض ,ومواجهة العلمانية , وإبانة سبيل المجرمين,فكان إنتاجهم فذا مميزا.
وقد حرصت على أن يكون هذا الكتاب في غالبه عبارة عن مناقشات تاريخية وعقلية , تفضح بطلان دعاوى تحرير المرأة وزيفها, وقد دعمت مناقشاتي العقلية بنور كتاب الله –عز و جل- في قضية اختلط لحق فيها بالباطل حتى عند بعض علماء الأمة , وهي قضية المساواة.
ولأقيم الحجة على هؤلاء العلمانيين, فقد عرضت لجملة من القضايا الساخنة في موضوع المرأة , وعرضت دعاوى العلمانيين فيها, وأسقطت مبرراتهم.
أخيرا أدعوك أيها القارئ الكريم إلى إعمال العقل فيما اجتهدت فيه, فإن كان خيرا فمن الله تعالى وإن كان غير ذلك فمن نفسي ومن الشيطان.
والحمد لله أولا وأخيرا , ومنه العون وعليه التكلان.
عبد الله بن محمد الداوود




المناقشة الأولى:

تمهيد
أرشيف قرن من الفساد
في هذه المناقشة سيتم استعراض سريع مزود بالوثائق عن أزياء المرأة قبل عام (1825م).
ثم سيكون الحديث عن النقلة الكبرى في ألبسة المرأة وحالها.
أولا: الاحتشام والستر صفة عالمية:
منذ سالف التاريخ وإلى عصرنا الحالي عاش العالم بأجمعه حالة من الاحتشام والستر.
ويؤكد ذلك:
1- الكتب السماوية:
فهي تعضد الفطرة في نصوصها , وتدعو إلى الحجاب.
2- القران الكريم:
يخبرنا أن الأصل هو احتشام المرأة في الأزمنة القديمة.
3- الصور التاريخية والآثار:
التي يتم اكتشافها بين الحين و الآخر كصورة كليوبترا أو ما نراه في صور الفراعنة المنحوتة
4- الإنتاج السينمائي:
حيث نرى زي المرأة فيها بكامل الحشمة في جميع الأفلام التاريخية التي تحكي قصصا قديمة حدثت قبل مائتي عام
5- الحضارات الحديثة:
مثل الحضارة الأمريكية و الأوربية, قد أكدت ثقافتها على العفاف والحشمة.
في بدايات القرن التاسع عشر بالتحديد يلحظ الدارس للتاريخ بدايات التحول في ثقافة الاحتشام والستر.
ثانيا:عام (1825) منعطف جديد؟!:
عند الحديث عن بداية التدرج الذي أصاب ملابس النساء في أنحاء العالم,يدرك المتابع أن الوثائق المتوفرة تشير إلى عام 1825م
هنا يربط الكاتب بين انحلال المرأة في ملابسها و الهبوط الأخلاقي في الشعب الأمريكي في تلك الفترة بهجرة اليهود إلى أمريكا التي قسمها د. عبد الوهاب المسيري إلى ثلاث أقسام:
1- المرحلة الأولى: ابتداء من القرن السادس عشر حتى بداية القرن التاسع عشر.
2- المرحلة الثانية:من بداية القرن التاسع عشر حتى 1880م
3- المرحلة الثالثة: من عام 1881م حتى عام 1939م
إن هدف اليهود هو الإفساد العالمي لكل مجتمعات الأرض بمختلف أديانهم.
ثالثا: الستر والإحتشام في العالم الإسلامي:
إنها لخدعة عظمى تؤلم النفس , وكارثة كبرى في الوعي ؛أن ينخدع المسلمون بتوهم أن كشف المرأة وجهها كان هو الأصل في العالم الإسلامي, ولكن الحقيقة التي ينبغي أن نرجعها للعقول أنه قبل عام 1924-1343م كان الحجاب التام والسابغ هو الأصل في جميع العالم الإسلامي , ولم يظهر الحديث عن الأخلاق في مسألة كشف الوجه إلا على أيدي العلمانيين.
استعرض الكاتب وثائق متفرقة(صور) لبعض البلدان الإسلامية وأنها جميعا تميزت بالتالي:
1- أن الحجاب كان يغطي المرأة كاملة من رأسها إلى أخمص قدميها.
2- تميز حجاب المرأة في العالم الإسلامي بأنه سميك غليظ بدرجة لا يستطيع أن يميز الرائي لها إن كانت سمينة أم نحيفة.
3- امتاز الحجاب بالابتذال, وعدم جذب الانتباه.
رابعا :سيناريو إفساد المرأة في العالم الإسلامي:
بدأت حملة نابليون الشهيرة على مصر في عام 1798م ودامت ثلاث سنوات حيث خرج منها معلنة مصر بذلك بدأ سيناريو محكم التفاصيل لمخطط لإفساد المرأة في العالم الإسلامي.
وكان أول دعاة تحرير المرأة هم النصارى العرب, (الأقباط ) في مصر ونصارى لبنان.
يمكن تقسيم ذلك السيناريو المتخذ إلى المراحل الآتية:
1- مرحلة التنظير:
مرحلة (نشر الأفكار) التي يتزعمها رواد هذه الانقلابات.
ويمكن تعداد الأسماء الشهيرة؛ التي تزعمت مرحلة التنظير على سبيل المثال وليس الحصر:
أ‌) أحمد فارس الشدياق(1804م-1888م):
كان المسئول عن صحيفة الجوائب التي شهدت دعوة صاحبها إلى تحرير المرأة
ب‌) رفاعة رافع الطهطاوي (1801-1873م):
أقام في باريس خمسة سنوات عاد بعدها منبهرا هائما بحب فرنسا, وجريئا في انتقاد شرائع الإسلام وآدابه.
كاتب(تلخيص الإبريز في تلخيص باريز)
ت‌) قاسم أمين وكتابه تحرير المرأة(1865-1908م):
رحل قاسم أمين إلى فرنسا ليتم تعليمه هناك وانبهر بالحياة في أوروبا , وهكذا خرج على بلاده بكتابه (تحرير المرأة ) سنة 1899م.
2- مرحلة التطبيق غير الرسمية:
وبعد أن سرت التنظيرات , والأفكار الملوثة التي نشرها متزعمو الإفساد ؛ الذين تمت الإشارة إليهم, كان من المؤسف أن صمت المصلحون الآمرون بالمعروف , والناهون عن المنكر , والمجتمع بأكمله أمام تلك الأفكار.
من الإجراءات العملية على المجتمع المصري على وجه الخصوص:
أ‌) إقحام العنصر النسائي:
1919م هدى الشعراوي واستعمالهم لورقة المرأة في إنجاح إفسادهم.
والدها محمد باشا سلطان هو أكبر مساعد للإنجليز على قومه بالرشوة مع أنه من أكبر الأغنياء وقد لعب دورا هاما في تدعيم موقف العناصر الخائنة .
ثم جاءت ابنته بعد دهر؛ تواصل مسلسل الخيانة.
ب‌) المساندة الصحفية:
سعت الصحافة لإخفاء صوت المصلحين ,وتشويه صورتهم ,وكتم أنفاسهم. وكان ممن كتب فيها داعيا إلى السفور مصطفى عبد الرازق,وعلي عبد الرازق, وطه السباعي وغيرهم.
أخذت الصحافة ترسم صورة المرأة المثالية التي يجب أن تتمثلها المرأة المصرية, وهي نفسها صورة المرأة الأوروبية في ذلك الوقت.

3- مرحلة التطبيق الرسمية بعد استلام زغلول منصب زعامة ورئاسة الوزراء عام 1919م:
قال الصحفي مصطفى أمين: كان قاسم أمين لا يفترق عن سعد زغلول ,عندما وضع قاسم أمين كتابه الثاني (المرأة الجديدة) أهدى كتابه الجديد إلى سعد زغلول صديقه الحميم ونصيره الأول.
بعد أن رحل قاسم أمين بعد سنوات قليلة من وفات أستاذه محمد عبده عام 1905م ,بقي سعد زغلول مستمرا على نهجه الخاطئ في تحرير المرأة , فلو كان بيده لحول مصر إلى تركيا كمالية أخرى.
يمكن تلخيص هذه المرحلة في الملامح التالية :
أ‌) تسويق الرذيلة (التطبيع):
بان يكون الانحلال والفسق أمرا طبيعيا مألوفا.
ومن الوسائل المتخذة لنشر الفساد, الإكثار من إظهار الصور اليهودية لممثلات هوليوود, وهي من أكثر الصور تفننا في العري والإثارة بلا منازع.
ب‌) إباحة البغاء رسميا:
عام 1925م ,أقدم سعد زغلول على الجريمة الكبرى ,وخيانة لدين الله –سبحانه وتعالى- وهي فرض البغاء واللواط والخمور رسميا على المسلمين؛ فكانت هذه الخطوة فاضحة لما في قلوب العلمانيين.
إن قصدهم فضحه الله سبحانه بدقة وجلاء لمن تأمل قوله:[إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون].
وهنا لابد من ذكر جهود ولاة الأمور في محاربة البغاء الرسمي في المملكة المصرية حيث رفع صاحب الفضيلة الشيخ محمود أبي العيون تقريرا إلى صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء يسأله فيه بحرمة الدين والوطن أن يعمل على إلغاء البغاء الرسمي في دولة مصر الإسلامية. وقد الحق الشيخ محمود في تقريره عدة أسباب مقنعة لمنع البغاء أهمها انه:
• مفسد للأخلاق.
• مسبب للأمراض.
• مسهل لجريمة الاسترقاق.
• مروج لتجارة الرقيق الأبيض.
• معطل للزيجة.
4- التأييد الإعلامي , ومباركة الانحلال:
كانت نداءات (أهل التحرير) مفعمة بالحرص الخادع على مصالح المرأة و المطالبة المزيفة بحقوقها المسلوبة , ولكن خلال وقت قصير اتضح للجميع وحتى المخدوعين أن القصد هو الإفساد الذي ينبع من آبار يهودية ويصل إلينا بترجمة عربية.
لم ينكر العلمانيين إباحة البغاء بل إن بعض الصحافيين العلمانيون راح يدعي أن البغاء شر لابد منه والبعض الآخر قال: ما مصير المومسات؟!.. ومن أين يجلبن طعامهن وقوت يومهن إذا ألغي البغاء؟!
من أسلحة الإعلام اليهودي الخطير:
أ)إضفاء صبغة شرعية مغلوطة:
وتزامن مع تلك الظاهرة أيضا تهجم عنيف على الحجاب بأسلوب غير نزيه ولا يخلو من الصبغة الشرعية, حتى ولو كانت بالكذب على الصحابة –رضوان الله عليهم-بل والكذب على الأنبياء.
ب)انسلاخ الطرح الإعلامي من الصبغة الشرعية:
لم يعد للخلاف الفقهي في مسألة كشف الوجه أي ّذكر في أقوالهم بعد انتشار الفساد, وأيضا اختفت الاستدلالات بالقران الكريم والسنة النبوية الشريفة من حديثهم. حتى صار الواقع الغربي هو الدستور والمثل الأعلى, وبدأ الناس بالانسياق خلفه واقتفاء أثره.
وهكذا العلمانيون دوما؛ يبدؤون بالحديث عن الغطاء ويختمون فعلهم بفرض البغاء
ت)الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
حينما تشيع المفاسد وتتراكم المفاهيم العلمانية المنحرفة فوق الفضيلة والعفاف, حتى تطغى مساحة الانحلال على الطهر في النفوس. فإذا جاء ناطق بالحق واجهوه بالاستنكار و الاستغراب حتى لو كان كلامه مستندا إلى القران الكريم وإلى المعلوم من الدين بالضرورة.


المناقشة الثانية:

تمهيد:
ملامح خطة العلمانيين للإفساد المرأة
بدأت العلمانية في العالم الإسلامي بدخول القائد الفرنسي نابليون بونابرت فقد جاء من باريس, ولو دققنا لوجدنا إن باريس هي قاعدة التزود بالوقود لأولئك المفسدين , وهنا يمكن استجلاء أمور منها:
1- أطروحات العلمانيين التحريرية التي جلبوها من الغرب هي أطروحات لم تتغير منذ ذلك لوقت ,وحتى يومنا هذا سوى تغيير طفيف.
2- ولا أقول فقط : إن التاريخ يعيد نفسه ؛بل أقول زيادة على التقليد الأعمى لديهم, فإنهم أبواق ينفخ فيها اليهود بروتوكولاتهم , فتمر عبرهم الأفكار اليهودية, لتخرج لنا الأفكار اليهودية بلهجة عربية.
3- العلمانيون يمارسون في العصر الحالي دور المنافقين في المدينة وقت النبي صلى الله عليه وسلم.

أولا: أهداف الخطة العلمانية لإفساد الأمة:
إن العلمانيين يسعون لإفساد الأمة بكل ما أتوا عن طريق تحقيق مجموعة من الأهداف الواضحة لهم , وهذه الأهداف هي نفسها التي سعوا إليها منذ دخول نابليون بونابرت واحتلاله لمصر 1798م.
وهذه بعض الأهداف العلمانية:
1- إقصاء الدين عن الحياة
2- إسقاط العلماء والدعاة
3- إشاعة الفاحشة
مما يدخل تحت إشاعة الفاحشة مفردات كثيرة,ابتداء بالعبث بملابس النساء في كشف الوجه باسم الخلاف الفقهي
4- الوصول إلى مراكز النفوذ
يدخل في ذلك السيطرة على جميع وسائل الإعلام
5- تغييب عقيد الولاء والبراءة
وطرح فكرة التسامح الديني
6- إشغال المسلمين عن هموم الأمة
7- تشويه صورة الدولة العثمانية
وتسمية حكمها ظلما بالاستعمار العثماني
8- إفقار العالم الإسلامي
9- تجهيل الشعوب المسلمة
10- مهاجمة اللغة العربية الفصحى
11- إفساد المرأة
ثانيا: منهج الخطة العلمانية لإفساد المرأة:
1- التطبيع:
أي جعل الفساد عند الناس أمرا طبيعيا
ومن القضايا التي تناولها العلمانيون ما يلي:
أ‌) الاختلاط:
ب‌) إظهار الألبسة العارية على أنها رقي:
ت‌) إبراز أهل الفن مابين(ممثلين,مغنين, راقصين, لاعبي الكرة)
ث‌) تعظيم الغرب وأهله, وتقديمهم بصفتهم القدوات والمثل الأعلى.
ج‌) استمراء التفحش بتعويد الناس على إظهار صور من الانحلال الجنسي في وسائل الإعلام بصورة تبدو كأنها عفوية, بحجة الرشاقة و تمارين تخفيف الوزن.
وينطوي تحت ما سبق الدعوة للتعليم المختلط منذ الصغر, بحجة التعرف على نفسية الجنس الآخر.

2- استغلال الدين:
لعلم المفسدين أن للدين أثرا على الناس, حرصوا أن يركبوا موجته, ويقولوا قولا حقا , ليصلوا به إلى الباطل. فتراهم ينهجون منهج العرض الديني في أطروحاتهم لإفساد المرأة.
و من أمثلة ذلك:
أ‌) الاستدلال بالأقوال الشاذة.
ب‌) ادعاؤهم الفهم الصحيح للدين:
ت‌) غالبا ما يزعم العلمانيون أنهم الوحيدون الذين يفهمون عمق الإسلام, وروحه, وسماحته.
ث‌) التمسح بالدين:
فكثيرا ما تسمع هذه العبارات منهم (فيما لا يخالف الدين) أو (في ظل عقيدتنا السمحة).
ج‌) التأكيد على الخلاف الفقهي:
كالحجاب والاختلاط,وهم يتميزون في هذا الشأن بأمور:
• تراهم محيطين بالأقوال الشهيرة في القضايا التي يكثرون الطنين حولها.
• حينما يحدثونك عن الخلاف الفقهي, لا تراهم يبحثون عن الراجح و الأقرب.

3- احتواء الأقلام النسائية, وأسيرات الشهرة , والمتهالكات على الظهور الإعلامي:
وذلك عن طريق استدراجهن بألوان الإغراء التي تستميل الأنثى؛ كالمال أو الشهرة.
4- ادعاء نصرة المرأة:
أ‌) استغلال المشاكل الاجتماعية للمرأة , وجعلها شماعة لمشاريعهم التخريبية:
هذه بعض الأمثلة التي يأتون لها بالمبررات البريئة الطاهرة للغايات العلمانية المفسدة:
• كما في كل مجتمعات البشرية يوجد في مجتمعنا تعامل ظالم من بعض الأزواج تجاه زوجاتهم وهذا لا يقره الإسلام فهم يستغلون هذه المشاكل لنقض مبدأ القوامة لدى الرجل.
• مهاجمة تعدد الزوجات مستغلين سوء تعامل بعض المعددين مع زوجاتهم. وليس من أجل الدفاع عن الزوجة المظلومة؛ بل من أجل أن يحاربوا التعدد تبعا لذلك.
ب‌) إقحام الحديث عن الأم و الأخت:
عند الدخول مع العلمانيين في النقاش حول الاختلاط أو الحجاب يقولون إن المرأة هي الأم و الأخت و الزوجة, فكيف تسيؤون لهم.
5-التشكيك في الحجاب:
إن الحجاب لدى العلمانيين هو المفصل الأهم في قضية المرأة , يريدون أن يوهموا المسلمين بأمور من أهمها إن الحجاب ليس من الدين اصلا و إنما هو لباس اجتماعي وموروث عن الأجداد. ويرددون مقولة( كم من متحجبة وهي سيئة, وكم من متكشفة وهي بطهر التابعيات).
ثالثا : مثال تطبيقي:
برنامج ستار أكاديمي(star academy) التلفزيوني:
من قاموس التحرير و تغريب المرأة , وهو أشبة بأنموذج صغير للأفكار العلمانية الكبيرة المنثورة في إنتاجهم المقروء.
من أهداف البرنامج:
1. استمراء التفحش وتطبيعة في النفوس.
2. انتفاء الحجاب بأبسط أشكاله
3. إشغال شباب الأمة بالتوافه
4. إزالة الفوارق الدينية
5. الاختلاط المحرم
6. تلميع النجوم
7. ترويج الفن والغناء والتمثيل
8. تعظيم شأن الغرب بأمور:
• فكرة البرنامج منقولة من الغرب
• نمط الألبسة جميعها غربية
• نمط المعيشة غربي
• نمط الديانة غربي

المناقشة الثالثة:
قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول المرأة
تمهيد:
في هذه المناقشة سأعرض لجملة من ابرز تلك القضايا؛ وهي الحجاب والمساواة والاختلاط وعزل المرأة وقيادة المرأة للسيارة.
القضية الأولى: الحجاب:
الحجاب عبادة من رب الأرباب, وميسم يذيق العلمانيين العذاب. فهو راية المسلمين في معركتهم ضد العلمانيين.
لذا تجد العلمانيين يسعون باستماتة في مناقشة موضوع الحجاب وبالطريقة المكرورة التي يمارسونها. وقد نجحوا فعلا في غالب بلاد المسلمين بنشر هذا التصور الخاطئ, فنرى كثيرا من المسلمين للاسف يتوهمون بان الاصل في الحجاب هو عدم تغطية الوجه.
وأسوق هنا مجموعة من النقاط ربما تخفى على الكثير في زمننا , وهي كالتالي:
1. يزعم كثير من المخدوعين أن هيئة الحجاب الشرعي لا تشمل تغطية الوجه
2. يلهج العلمانيون بالحديث حول استنكار حكم تغطية المرأة لوجهها استنكارا دينيا شرعيا. ولكن المفاجأة أن انفعالهم أمام الحجاب يقابله صدودهم النافر عن الحديث عن الحرام الواضح الذي تظهر فيه السيقان والنحور والصدور.
3. ونراهم حين يحاربون الحجاب والستر , يستترون بشعارات براقة كالحرية الشخصية, الديمقراطية أو الخلاف الفقهي
4. إلى حد ما يعرف العلمانيون التفاصيل الخاصة باقوال الفقهاء في مسألة تغطية الوجه , ولو سالتهم عن الأحكام الخاصة بالمراة كالحيض والنفاس وأركان الصلاة لوجدتهم لايكادون يفقهون حديثا.
5. لو حاولنا تصديق مزاعم العلمانيين في أنهم يبحثون عن الحق في مسالة الحجاب الشرعي كما يزعمون فإن هنالك ما يدعو إلى اتهامهم بالكذب و هو إنتاجهم الاعلامي . حيث لاتظهر فيه المرأة متحجبة.
6. مما يزيد المعضلة اشتدادا , أن يقف في صفهم المفكرون وكتاب محسوبون على الفكر الإسلامي.
7. سلوك متكرر من العلمانيين و أتباعهم من المطالبين بتحرير المرأة .
8. أختم كلامي بما يؤكد أن الاحتشام فطرة بشرية , وسمة عالمية تنزع إليها بنات حواء ؛أن التحول الذي حصل نحو السفور لم يكن بمبادرة منهن,أو من أهلهن , أو حتى من مجتمعاتهن؛ بل كان خلع الحجاب والانحدار نحو السفور يتم بإدارة سياسية.
ارتباط الاحتلال بقضية خلع الحجاب:
1. العراق: بسبب وجود قوتين هما البلاط و دار الاعتماد البريطاني.
2. مصر: بسبب إصدار عدة كتب لعبت دورا هاما في نزع حجاب المرأة المصرية ومن أهمهم: عام 1883م صدر كتاب المرأة في الشرق. 1893م صدر كتاب للكاتب ألكونت دراور. عام 1899م صدر كتاب تحرير المرأة. وأيضا عام 1924م تأسس الاتحاد النسائي المصري برعاية هدى شعراوي التي شجعت المصريات على نزع الحجاب.
3. تركيا: مصطفى كمال أتاتورك أصدر قرارات في إلغاء الحجاب.
4. الجزائر: الاحتلال الفرنسي كان السبب الرئيسي في نزع الحجاب.
5. تونس: امرأة تونسية تدعى حبيبة المنشاري اعتلت سافرة منبر جمعية الترقي بالعاصمة. أيضا الاحتلال الفرنسي كان له دورا كبيرا في ذلك عام 1929.
المظاهرات النسائية وخلع الحجاب:
مصر: أول مظاهرة نسائية انطلقت عام 1919م تحت اشراف سعد زغلول وزوجته صفية ورائدة التغريب هدى شعراوي.
وأيضا حصلت مظاهرات في كل من الجزائر وسوريا والكويت والبحرين.
القضية الثانية: المساواة:
المطالبة بالمساواة بين المرأة و الرجل هي من المطالب البارزة لدى العلمانيين.
الردود العقلية على انتفاء المساواة:
أولا التاريخ القديم :
ينفي المساواة . بل أن بعض الأمم بالغة في تعظيم الرجل وعزل المرأة.
ثانيا: الأنبياء جميعهم رجال:
في كل الأديان السماوية. وعموم المناصب الدينية طابعها ذكوري (قساوسة) رجال الدين ومنصب البابا لا تخلف فيه الماما.
ثالثا: الزعامة والسيادة تنفي المساواة :
فقد كانت رجولية المعالم عبر القرون.
رابعا الحروب والمعارك الطاحنة:
التي أفنت الملايين من البشر, كان ضحيتها رجال لأنهم أبطالها و الممثلون لأدوارها الهامشية.
خامسا: التجارة العالمية هيمن عليها الرجال.
سادسا: المهن ترفض المساواة.
سابعا : اللباس و المكياج:
إن الذين نراهم يطالون بالمساواة لا نسمع صوتهم في المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في الاهتمام بالمتحضرات ومساحيق التجميل.
ثامنا: قائمة العلماء و المخترعين نجدها تخلو من تاء التأنيث.
تاسعا: الشعراء يغلب في عددهم أنهم رجال وليس للنساء إلا الخانة الضيقة جدا تلبس تاجها الخنساء.
عاشرا: اللغة ترفض المساواة فتقسم النوع إلى ذكر وأنثى
الحادي عشر: علم الأحياء ينفي المساواة
من الفروق الجسدية التي تفصل الرجل عن المرأة:
• اختصاص المرأة بالحيض والنفاس و وجود الرحم في جسدها
• الإسراف العاطفي لدى المرأة يقابله طغيان العقل لدى الرجل.
• ندرة الشعر في نموة لدى المرأة
• ينطوي تحت بساط الاختلافات الجسدية في الشعر , ظهور الصلع لدى الرجال بصفة سائدة.
الثاني عشر: سيطرة الرجل جنسيا.
الثالث عشر: سلوك الغرب ( مدعو المساواة )ينفي المساواة
مثال: وضعوا عيد للأم وآخر للاب بدلا من إن يضعوه للوالدين.
الرابع عشر: الأدوار التي تشغلها المرأة في المجتمع تنفي المساواة
الخامس عشر: الرياضة تفصل بن النساء والرجال بسبب الفروق الجسدية.
السادس عشر: البغاء:فكانت المرأة فيها دوما هي التي تقبض الأجر والرجل هو الذي يشتري.
السابع عشر : نظام دورات المياة في الأماكن العامة تفصل بين الجنسين.
الثامن عشر: البهائم: الأنثى من الحيوان لها أدوار وطقوس مختلفة عن الذكر من نفس الفصيلة.
التاسع عشر: العملية الجنسية: من ناحية تبويض المرأة وإنتاج الرجل للحيوانات المنوية.
العشرون: وسائل الإعلام: تنفي المساواة فحينما تتحدث عن بشاعة الحروب, وفتكها بالمستضعفين, وترغب في استدرار عواطف المشاهدين , نراها دائما تقول باستنكار: (تم قصف المبنى, وفيه نساء وأطفال) و لا تذكر الرجال.
الحادي و العشرون: الطفولة نلاحظ فيها فروق في الحركات الفطرية بين الولد والبنت.
الثاني والعشرون: النسب للآباء دون الأمهات
الأدلة القرآنية على انتفاء المساواة :
ذكر الكتاب أربعة وعشرون دليلا سأكتفي بذكر عشرة منها:
الأول: [ هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها].( الأعراف 189)
الثاني: [ ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم]. ( البقرة 228)
الثالث:[ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد](النساء 12)
الرابع:[وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون]( النحل 43)
الخامس: الخطاب في القران الكريم جاء أغلبه موجها للرجل والمرأة تابعة له في ذلك( يأيها الذين ءامنوا...)
السادس: إذا مات الزوج فللمرأة عده أما إذا ماتت المرأة فليس للرجل عده لقوله تعالى[ والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا...] ( البقرة 234).
السابع: التعدد للرجل وليس للمرأة قال تعالى[ فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلث وربع...]( النساء 3)
الثامن:المرأة تنقل من ذمة رجل إلى آخر لقوله تعالى( فانكحوهن بإذن أهلهن..]( النساء 25) أما الرجل فيتزوج دون اذن أحد.
التاسع: تقول امرأة عمران عليها السلام[ وليس الذكر كالأنثى...] ( آل عمران36)
العاشر: وعد الله المؤمنين بالتنعم بالحور العين[ وحور عين , كأمثل اللؤلؤ المكنون] ( الواقعة 22-23)

القضية الثالثة: الاختلاط:
مبرر مسألة الوقت: وهذه حجة يرددونها أول الأمر لتبرير الاختلاط ويقولون مع الوقت سيكون الوضع مألوفا
وهذه الحجة مردودة بأمور منها:
• لا يرضى عاقل أن يقدم عرضه قربانا من أجل أن يتطور المجتمع.
• مسألة الاختلاط ليست جديدة على التاريخ, وليست فريدة في الواقع المعاصر, فخروج المرأة واحتكاكها بالرجال ومخالطتهم, ثبتت أضراره و أمراضه بمرور الوقت.
كلينتون و مونيكا: من القصص التي كان سببها الاختلاط
من صفات الرئيس الأمريكي كلينتون:
• أنه تربى في مجتمع تحررت فيه المرأة.
• لم يكن مراهقا طائشا عابثا بل عمره تجاوز سن النضج عندما مارس الزنا مع مونيكا.
• الرئيس غير أعزب بل متزوج.
• مارس الرئيس كلينتون الجريمة مرات عديدة في مركز العمل مع المرأة نفسها فهل كانت هي الوحيده أم هناك غيرها؟!
لم يتضجر الشعب الأمريكي من تلك الحادثة . بدليل أنهم انتخبوه لفترة الرئاسة الثانيه التي تلت تلك الحادثة!.
لو تنازلنا لأقوال العلمانيين في أن مسألة الاختلاط هي مسألة وقت فإن هذا يعني أنه لن يكون هنالك زواج بين بني البشر.
فاحشة قوم لوط(الشذوذ):
وقعت بين صنفين لايكون بينهما في الأصل تغطية الوجه أو الاختلاط.
مبرر الثقة في المرأة:
من المبررات المطروحة للاختلاط أو خلع الحجاب قولهم( إن نسائنا غنيات بإيمانهن قويات بعفتهن وعدم فتح المجال لاقتراب الجنسين دليل عد ثقة) ومبرر الثقة ساقط من عدة وجوه منها:
1. الله عز وجل خالق هذه الأنفس , وشرع لها ما يناسب طبيعتها وهو الحكيم الخبير وقد أمر النساء بالبقاء في البيوت بقوله تعالى:[وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى...](الأحزاب33). وهذا أمر الهي,( وماخلا رجل بامرأه إلا كان الشيطان ثالثهما) وهذا خبر نبوي.
2. من القواعد الشرعية حفظ الضروريات الخمسة الدين العرض النفس المال العقل وهذه الضروريات يجب على الحاكم حفظها للناس(حتى ولو كان الناس محل ثقة).
أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ومبرر الثقة:
1. [ينسآء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا]( الأحزاب 32). فإذا كان الخوف على أمهات المؤمنين في أطهر العصور,فإن خوفنا على أمهاتنا ومحارمنا في هذا العصر أمر طالب الله تعالى به نبيه.
2. هذه الأحكام خاطب الله تعالى بها أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ومن المتفق عليه أنهن أمهات المؤمنات كذلك فهم قدوة لبنات المسلمين.
3. يقول الله تعالى في سورة الأحزاب[...إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا](الأحزاب 33) أوضح الله تعالى أن الحجاب هو من وسائل إذهاب الرجس.
القضية الرابعة:عمل المرأة:
من حجج المنادين بفساد المرأة : أنها أكرم من أن نختصر وظيفتها في الحياة بين جدران البيت .
وأن عملها في بيتها مابين طبخ وترتيب وتربية الأولاد, هو احتقار لها ونقصان من قدرها.
نراهم يزدرون المرأة التي رفضت العمل خارج بيتها واكتفت بتركيز جهودها على تربية ابناءها ولانراهم يزدرون الخادمه والطباخة و والمربية الخاصة مع أن جميع هذه الوظائف تؤديها ربة منزل واحدة.
من يكون أكثر انتاجا المرأة العاملة في مجال محدد أم ربة البيت التي تقوم بأعمال مجموعة في وقت واحد؟؟
انخدعت بعض البلاد بدعوى أن خدمة المرأة في بيتها صورة غير متحضرة , جعلتهم الحضارة الموهومة يرمون بها في المطارات والفنادق والمطاعم وأعمال الشرطة تخدم جميع الناس محترمهم وسافلهم.
ولنفرض جدلا أن المرأة تخلصت من الخدمة في بيتها,( أو ما يقال عنه الظلم الذي هي فيه), فإن البيت حتما سيحتاج خادمة تهتم به .ما ذنب الخادمة في ظلم القرار فالبيت الذي تركته صاحبته هل سيحررون الخامة أيضا من ظلم مكوثها فالبيت. أم أن التحرير بمفهومهم لا يشمل كل النساء. أليست الخادمة مرأة؟!.
القضية الخامسة :قيادة المرأة للسيارة:
قد تكون قضية قيادة المرأة للسيارة منحصرة في آخر مجتمع مسلم, وهو المجتمع السعودي,لأنه الوحيد الذي تمنع أنظمته المرأة من قيادة السيارة.
من حججهم التي طرحوها لدعم موقفهم في المطالبة بقيادة المرأة للسيارة:
1. الخلوة المحرمة:
وذاك مبرر ساقط من مجموعة أوجه هي:
• إن هذا المبرر يدل على غيرة حميدة ومن كانت لديه هذه الغيرة الحميدة جدير أن نسأله عن غيرته في قضية الخلوة المحرمة مع الخادمات المسلمات في البيوت.
• قادت المرأة السيارة في المجتمعات التي تتشابه مع المجتمع السعودي اجتماعيا كدول الخليج ومع ذلك لم تنته ظاهرة السائقين.
• في المجتمع حالات كثيرة للخلوة المحرمة هي أشد و أفظع من خلوة السائق بالمرأة.
• عندما تقود المرأة السيارة ,فإن البيوت ستفتقر إلى من يقوم بشأنها, وسيضطرنا الحال إلى إحضار خادمة تقوم مقام ربة المنزل فبذلك سيزداد عدد الخلوات المحرمة وهذا يخالف الغيرة الحميدة التي ينطقون منها.
• لو قادت المرأة وحصل منها قطع للإشارة مثلا فالنظام يعاقب من قطع الإشارة 24 ساعة بالإيقاف,فهذا يحمل معه العديد من التعقيدات..
• في حالة عطل للسيارة سيكون هنالك خلوة محرمة , لأن المرأة ربما تحتاج إلى مساعدة.
• إن حصل حادث مروري , فهل ستبقى المرأة في الموقع وتتفاهم مع الطرف الآخر...ماذا لو حصل تجمهر حولها من سيحميها؟!..
2- التوفير المالي:
يزعم العلمانيون أن السائق يحمل معه تكاليف كثير ولهذا السماح للمرأة بالقيادة سيوفر الكثير وهذا مبرر مردود لأمور منها:
• لنفترض أن المرأة قادت السيارة , وتخلصنا من السائق من أجل التوفير المادي..فمن سيقوم بواجبات المنزل وقتها؟!...الخادمة وهكذا استبدلنا المال بمال.
• السائق يقوم بنقل أكثر من امرأة وهنا عند خسارة السائق ستترتب علها خسائر مادية أكبر لأن عدد النساء أكبر بكثير من عدد السائقين.
• طبيعة المرأة تستلزم التجمل سواء بأن تجمل نفسها قبل الخروج أو بأن تجمل سيارتها وهذا يكسر قانون التوفير
4- الخلل الأمني:
من الحجج التي تساق لإخراج المرأة واستلامها لمقود السيارة؛ هو أن وجود العمالة من غير البلد ربما يسبب خللا امنيا
والناظر في الحال يجد أن:
• العمال الأجانب يعملون في مجالات أخرى مثل البناء والنظافة أكثر من السائقين. فالجريمة ليست مقتصرة على السائقين.
• الخادمات في البيوت أكثر عددا من السائقين وأشد خطورة كذلك, ومن المعلوم أن الخادمة تخلص إلى داخل البيت بخلاف السائق فبذلك يصبح خطرها أكبر.

المناقشة الرابعة:
رسائل البريد
الرسالة الأولى للعلماء:
إلى علماء الأمة الإسلامية ورثة الأنبياء والرسل
أكتب للأمة في زمان ظهرت المسلمات في أغلب الدول المسلمة وقد نالهن نصيب محزن من التكشف والتعري الذي يغضب الله تعالى. فلماذا هذا البرود في هذه المواجة الساخنة؟ وماهذه الطمأنينة الزائفة لوضع المسلمات وثباتهن على العفاف والحجاب؟!
يا علماءنا واقعنا يحتاج إلى مراجعة وتصحيح, ولا يحتاج أن نعطي صورة متسامحة لليهود والنصارى عن ديننا, فوالله لن ترضى عنا اليهود والنصارى حتى نكفر كما كفروا فنكون سواء,فلماذا نشوه جمال ديننا , بإخفاء أحكامه ألسنا على الحق؟ وهم على الباطل؟!
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمتى ما ابتغينا العزة بغيرة أذلنا الله.
الرسالة الثانية : للغيورين
يا رجال أمة محمد صلى الله عليه وسلم الغيور على محارم الله.يا أيها النبلاء.
يا أهل الغيرة, ألم يشدد سيد الغيرة ونبي الطهر صلى الله عليه وسلم على الغيرة حتى قال(لا يدخل الجنة ديوث)
بعد أن كان جيش عظيم بقيادة خليفة المسلمين المعتصم بالله يخرج معرضا نفسه للموت؛ من أجل الحفاظ على عرض مسلمة . أصبحنا نرى بعض المسلمين يسافر من بلد إلى بلد؛ من أجل أن يهتك عرض مسلمة. يا أهل الغيرة .. والله ما انتشر الفساد والانحلال في البلدان الإسلامية إلا لضعف الإنكار.
والله إن العاقل ليستحي أن يمسك القلم ليؤرخ لعصرنا, ويكتب عن زمننا؛الذي جمع بين(الغيرة المشلولة) و (الفساد المستشري) فماذا سيقرأ الناس عنا بعد عصرنا؟!..
الرسالة الثالثة للعلمانيين:
يا معشر العلمانيين يا منافقي العصر الحديث
أيها العلمانيون المطالبون بتحرير المرأة أنتم ترددون أدلة شرعية توافق هواكم في مسألة الحجاب أو الاختلاط.
إن من العجيب تشابهكم أيها العلمانيون في عصرنا الحديث مع المنافقين في عهد النبوة بالمدينة في أمور عديدة يفضحكم القرآن الكريم فيها, فعلى سبيل المثال:
أولا: إخفاء الكفر وإظهار الإسلام يقول الله تعالى[ يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك](آل عمران:154)
ثانيا : التعاون والأخوة بين المنافقين واليهود: يقول الله تعالى[ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب](الحشر 11) وقد سماهم قاسم أمين ب(إخواننا).
ثالثا: القيام بدور الطابور الخامس, وهو معاونة العدو الخارجي؛ حتى ولو بتخذيل المجتمع عن الاستعداد له.
رابعا: أهم إجراء لديكم بعد توليكم السلطة أن تقصروا الإسلام بالذات. وأن تحاربوا الداعين له.
خامسا: رؤيتكم للإسلام تخلف ورجعية وذل وسفه
سادسا:استعمال الإسلام لأغراضكم و أهدافكم كذكر الأحاديث النبوية التي تستغلونها لخداع الناس
سابعا: سعيهم لكشف عورات المسلمات وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا .
ثامنا: محاولة الوصول إلى مراكز النفوذ باللطف المخادع والتمسكن المراوغ.
تاسعا: الاستهتار بالعلماء
عاشرا: إلغاء مفهوم الولاء والبراءة.
الحادي عشر: الاستهزاء بالإسلام و أهله في الخلوات
الثاني عشر: محاربة الأخوة الإسلامية, وإثارة العنصرية ودعاوي الجاهلية.
الثالث عشر: إشاعة مفهوم الوطنية والانتساب للبلد.
الرسالة الرابعة إلى قاسم بك أمين:
من عبدالله بن محمد الداوود
إلى قاسم بك أمين رحم الله أموات المسلمين
أكتب لك بعد مائة سنة من رحيلك عن الحياة . لقد علمت أنك عشت ثلاثا وأربعين سنة فقط, كان هذا الرقم سببا كافيا بأن يقشعر جسدي فلقد أهلكت شبابك حتى اللحظة الأخيرة في محاربة الحجاب. ولكن قطع الموت عليك الطريق.فلم تستمتع ولم تذق من اللذات والشهوات ما يكفي.
أبشرك بالذي يسوؤك في قبرك, أن آراءك تبعها أناس حملوا لواء الإفساد في أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
كنت تقوم بتقديم فتيات رومانيات كما يكتبه عنك أحمد لطفي السيد, فأصابتك السكتة القلبية في ذلك النادي وعلى تلك الصفة, فهل ستبعث يوم القيامة وأنت ممسك بأيديهن للتحرر وبغض الحجاب ؟! والإنسان يبعث على ما مات عليه, ما أتعس هذه الخاتمة, وما أظن عاقلا يشتاق لمثل هذه الميتة(سكتة قلبية في حفلة رقص ماجنة مختلطة).

المناقشة الخامسة: وداعاً
في الختام أودع القارئ مع خطبة حجة الوداع وخير ما يختم به موضوع الكتاب, هو ماختم المصطفى صلى الله عليه وسلم خطابه في أكبر محفل إسلامي.
إني أجد في خطبة الوداع مجموعة ردود مسكتة يرد بها على العلمانيين, وهي:
• الأول: مساواة حرمة الدم بحرمة العرض يقول صلى الله عليه وسلم[ فإن دماؤكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد..]
• الثاني: العدل وليس المساواة:
يقول صلى الله عليه وسلم: [أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حقا]
• الثالث: بيان الحقوق يقول صلى الله عليه وسلم:[أيها الناس ! أن لنسائكم عليكم حقا وان لكم عليهن حقا، لكم عليهن أن لا يوطئن فراشكم غيركم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه لبيوتكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة، فان فعلن فان الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع، وتضربوهن، ضربا غير مبرح، فان انتهين أطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وإنما النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا. إلا هل بلغت ؟ اللهم اشهد]
يمكن التأمل في النص السابق , و الخلوص بما يلي:
1- إن على الزوجة الاستئذان من زوجها قبل التصرف في ملكه.
2- فإن لم تخضع الزوجة لرأي زوجها و أوامره فإن الوصية النبوية للزوج حين النشوز: (فان فعلن فان الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع، وتضربوهن، ضربا غير مبرح)
3- ومن دعاوى العلمانية أن الزوجة لا يجب عليها أن تطيع زوجها. فأوضح النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجب على الزوجة طاعة الزوج.
4- ومكانة الزوج من زوجته هي مكانة السيد المالك , والزوجة بمكان الأسير المملوك.
5- وأوضح أن العلو والمكانة في الخطاب النبوي جاءت للزوج.
6- التأكيد على الأزواج بأن يتقوا الله في نسائهم.
7- التأكيد على الأزواج بان يتقوا الله في نسائهم.
الرابع: رفض الحكم الشرعي لمسألة المواريث, اعترض العلمانيون كثيرا على أحكام الله تعالى فيها.
فقد جاء في خطبة الوداع قوله(إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث, ولا يجوز لوارث وصية, ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث)
الخامس: تكريم المرأة وصيانة عرضها , حتى وهي متهمة.
السابع: من دعاوى العلمانيين نسب المرأة لزوجها بدلا من أبيها قال رسول الله في خطبة الوداع: (من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا).
الثامن:العلمانية تتحاكم في مرجعيتها إلى الدساتير الغربية. جاء في الخطبة رفض لهذا الزعم: (فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سنة نبيه).
التاسع: المناداة باستخدام الأشهر الميلادية والشهور و ضحهها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسماها وعرفها المسلمون.
العاشر: محاربة خصوصية الجزيرة العربية . قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته( كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا).
الحادي عشر:تحريم الربا, وتشنيع التعامل به , وبأنه حرب على الله ورسوله.
وقبل الرحيل, أود أن يشاركني القارئ شعور الافتخار بالدفاع عن دينه, ومقارعة أعدائه , وفضح مكائدهم, والله إن لها لذة تخالط نسيج الروح.
وقبل أن انتهي أود أن أذكر ما استفدته من الكتاب:
• تيقنت بالوقائع والتواريخ والصور والوثائق أن التاريخ بحقيقته لا يكذب ،
وأننا في مواجهة موجة تزييف للتاريخ بل والنصوص الشرعية!
• علمت بأن منذ سالف التاريخ وحتى عصرنا الحالي
عاش العالم بأجمعه حالة من الاحتشام والستر ؛ رغم وجود الديانات المتعددة المنحرفة.
• يجب أن تتيقن كل فتاة مسلمة بأن دينها دين الإسلام كرمها من كل النواحي ولا حاجة لهؤلاء العلمانيين لأن يصححوا منهجا كاملا .
• أن العلمانيين يبدؤون بطرح أفكارهم التي تحمل نوايا خبيثة دنيئة بطريقة تدريجية . يبدؤون بالحث على ترك الحجاب ثم يستدرجون إلى إباحة البغاء. كما فعل سعد زغلول بمصر.
• كلنا نحمل عاتق الدفاع عن ديننا وشرفنا والتمسك بحجابنا ..كما فعل الكاتب. فهذه قضايا ساخنة من الخطأ مواجهتها ببرود وصمت!.